الخميس، 9 أبريل 2015

مصر التي في خاطرهم..!


لم تسترعى إنتباه المارين بمحطة البحوث بمترو أنفاق القاهرة ,لا لشيء سوى لضألة جسدها الصغير في ذاك الركن البعيد عن أعين المارين داخل المحطة ,هي لا تحدثهم ولا تعرض بضاعتها, فقط تلهو ببضع الجنيهات القليلة بين يديها وهي تتمتم بأغنية أطفال غير مفهومة, جذبتني تلك الطفلة أستوقفتني أراقبها عن بعد لا أعلم من أتي بها إلي هذا المكان لكني كنت علي يقين إن وجودها بهذا المكان ليس إلا محاكاة لحال مصر الثورة التي تغّنى بإنجازتها الكثيرون,إنهم يقسمون لك غير حانثين أن 30 يونيو كان ثورة ضد الفقر والظلم الذي ألحقه بنا عام كامل من حكم الآخوان وأن الفريق أول عبد الفتاح السيسي يشمل برعايته المصريين فهو ذاك الرجل الذي أقسم لهم بإنهم نور عينيه لكنه يبدو أن بعض من هذا النور لم يشمل تلك الطفلة وغيرها الكثيرين أو ربما أن هذا النور أقتصر على كل من حمل علي أكتافه مزهوا  شارات العسكرية , خطوات بسيطة تفصلني عنها لم أبالي بكل ما شرد في ذهني عن حال تلك الطفلة المسكينة وحال تلك البلد التي أودت بها لهذا المصير وحال أغلب بسطاء هذا الوطن الذين يحّيون فيه,هؤلاء اللاهثين عن واقع أخر سعيد والمكتفين بمسكنات الآمل التي يروجها لهم محترفي السلطة والخطب الرنانه, في أقل من دقيقة ترقب قاطعتها الصورة الذهنية للواقع المزري ,حادثتها :
- ما أسمك؟
- أصاله
- ممكن أصورك
لم ترد فقط  أومأت برأسها بالموافقة, طلبت منها أن تبتسم فكانت إبتسامتها مكسورة كما تظهر بالصورة..     

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق