الخميس، 19 ديسمبر 2013

من إفترسك يا عم محمد .. !


لم يلتهمه البرد..! ..بل لم يكن فريسة للشتاء القارص وحده ,بل إلتهمه قبل ذلك مجتمع صار كل شيء لديه قابل للبيع و الشراء و لأعلى سعر في المزادات و الأسواق حتى إنسانيته صارت هي الأخرى سلعة تخضع لأحكام السوق,.فتارة ترى إقبال متزايد في متاجر حقوق الإنسان و مصارف أندية الروتاري و تارة تراها باهظة الثمن متى كانت الصيحات دون مآرب ودون وجاهة على أصحابها...الإنسانية التي جُردت بأبشع الصور في هذا البلد المسكين الذي حُرق أبناءه بنار الفقر و الحاجة..مات عم محمد شأنه شأن كل الغلابة القابعين خلف الشوارع المنسية,لم يتفاجأ الكثير من الخبر الذي نشرته جريدة الاهرام المصرية في صباح يوم الجمعة 13 ديسمبرعن "عم محمد الذي

رفضت إحدى المستشفيات الحكومية استقباله حياً بسبب الروتين واللوائح وتركته فريسة البرد فى الشارع حتى توفى
لا متأثراً بالبرد الذي إلتهمه حتى التجمد بل مات متأثراً بحال مجتمع يرثى له,بلد أبُتلي بالمزايدين و النفعيّين و المواطن المصري المسكين المُبتلَى بهم خارج دائرة إهتمامتهم ..لا عيش كريم و لا عدالة إجتماعية فمتى وئدت الحرية في بلد صار جياعها جيفة لا حق لأجسادهم أن تتوارى في أسَرِة المستشفيات..!